نوبة الأنين تبدأ بشهيق عميق وبطيء وتنتهي الحالة أحياناً بنخير
ظاهرة الكلام اثناء النوم 5 % من الكبار و50% من الصغار يتحدثون خلال النوم
ظاهرة الكلام اثناء النوم 5 % من الكبار و50% من الصغار يتحدثون خلال النوم
يصدر النائم بعض الأصوات خلال النوم أهمها وأكثرها شيوعا هو الشخير وصرير الأسنان. ولكنْ هناك أصوات أخرى مثل الكلام أثناء النوم والأنين الذي يصدره البعض. ولم تفهم آلية هذه الأصوات بشكل كبير ولكنّ هناك عدداً من الدراسات التي تطرقت لها. وفي هذا المقال سنتعرض لهذين الاضطرابين.
يعتبر الكلام او الحديث أثناء النوم(somniloquy) أحد اضطرابات النوم المعروفة وهو شائع نسبيا حيث أن 5% من الكبار و50% من الأطفال قد يتحدثون أحيانا خلال النوم. وقد وجدنا في بحث سابق أن 6% من الأطفال من سن 6-12 سنة يتكلمون بصورة شبه يومية خلال نومهم. والكلام أثناء النوم قد يكون اضطرابا قائما بذاته ويعتبر في هذه الحالة اضطرابا حميدا لا يحتاج للعلاج وقد يصاحب اضطرابات أخرى ويكون أحد مظاهرها مثل اضطراب رعب النوم (sleep terror)أو الاضطراب السلوكي المصاحب للأحلام (REM sleep behavior disorder)وتوقف التنفس أثناء النوم. والنوم يقسم إلى خمس مراحل أربع منها تعتبر المراحل التي لا تحدث فيها الأحلام ومنها النوم العميق (المرحلة الثالثة والرابعة) ومن ثم تبدأ مرحلة الأحلام التي تعتبر المرحلة الخامسة من النوم. ويمر الإنسان الطبيعي بأربع إلى ست دورات خلال النوم ويمر خلال كل دورة بكل مرحلة من مراحل النوم.
الكلام والحديث أثناء النوم أحد اضطرابات النوم المعروفة
والكلام أثناء النوم الذي لا يكون مصحوبا باضطرابات أخرى يمكن أن يحدث في أي مرحلة من مراحل النوم ولكنه عادة يكون أكثر في المراحل التي لا تحدث فيها الأحلام. ويبدو أن العامل الوراثي مهم في هذا الاضطراب حيث أن المشكلة قد تكون أكثر حدوثا في عوائل معينة. وفي الاضطراب القائم بذاته والذي لا يصاحب اضطرابات نوم أخرى يكون الكلام عادة غير مفهوم ولا يصاحبه أي تعابير في الوجه كما لا يصاحبه أي حركات في الجسم وقد يزداد الحديث في حالات إصابة الشخص بالحمى وفي العادة لا يتذكر المصاب أنه تحدث خلال النوم.
أما الكلام أثناء النوم المصاحب لرعب النوم فإنه يكون مصحوبا بخوف شديد وصراخ وفي هذه الحالة كسابقتها لا يتذكر المريض عادة أحاديثه. والكلام المصاحب للاضطراب السلوكي المصاحب لمرحلة الأحلام فإن الصوت يكون مرتفعا ويعبر عن أحاسيس انفعالية وقد يصاحبه حركات في الجسم ويكون مصحوبا بحلم قد يتذكره المريض. وقد يصاحب الكلام أثناء النوم المصابين بتوقف التنفس بسبب انسداد مجرى الهواء العلوي أثناء النوم. ويحدث الكلام بين نوبات توقف التنفس وقد لا يتذكره المريض.
وحديثنا هنا سيتركز على مشكلة الكلام أثناء النوم التي لا تصاحبها اضطرابات أخرى. فالمصاب لا يشعر بالمشكلة حتى ينبهه الآخرون أو يسجلون حديثه أثناء النوم. لذلك يكون أكثر الذين يحضرون إلى العيادة من الكبار فقد ينبهون إليها في إحدى الرحلات أو أثناء السفر حين ينام أكثر من شخص في مكان واحد. كما أن البعض يتنبه لهذه المشكلة بعد الزواج حيث ينبهه شريك حياته إلى المشكلة. والمشكلة كما ذكرنا سابقا حميدة ولا تحتاج لعلاج في أكثر الحالات وتأتي الشكوى عادة من شريك المصاب كالزوج أو الزوجة أو زميل أو أخ المصاب الذي يشاركه الغرفة
وننصح المصاب بمراجعة المختصين إذا كانت نبرة الكلام حادة وتعبر عن أحاسيس انفعالية أو أن يكون الكلام مصحوبا بكثرة الحركة أو نوبات من الخوف بعد الاستيقاظ أو شخير وتوقف في التنفس أثناء النوم. ويحتاج الطبيب أن يحصل على وصف دقيق للحالة من الشخص الذي يشارك المصاب غرفة النوم لأن المريض في كثير من الحالات لا يدرك ما يحدث خلال النوم. وفي حال الاشتباه بوجود احد اضطرابات النوم السابقة الذكر فإن الطبيب قد يجري اختبارا للنوم للتأكد من الحالة حيث يتم مراقبة النوم والتنفس بوضع ميكروفون لمراقبة الصوت وتسجيله لتحديد وقت حدوثه. فالكلام الذي يحدث خلال النوم في أكثر الحالات لا يكون مصحوبا بأي اضطراب ويمكن أن يحدث في أي مرحلة من مراحل النوم. أما الكلام المصاحب لرعب النوم فيحدث عادة خلال مراحل النوم العميق (المرحلة الثالثة والرابعة من النوم). وعند المصابين بالاضطراب السلوكي المصاحب للأحلام فإن الكلام يحدث في مرحلة الأحلام وتصاحبه في العادة حركات كثيرة. وعند المصابين بالشخير وتوقف التنفس فإن الكلام يحدث عادة بعد زوال نوبة توقف التنفس حيث قد يستيقظ مخ المريض لعدد من الثواني ويتكلم بكلام لا يتذكره. وعلاج الاضطراب المصاحب للكلام يؤدي في العادة إلى زوال مشكلة الكلام أثناء النوم. أما بالنسبة للذين لا يوجد لديهم اضطراب آخر مصاحب للكلام فإنهم في الغالب لا يحتاجون لعلاج
أنيــــن النــــوم:
أنين النوم هو صوت يصدره النائم يسبب إزعاجا شديدا لمن يشارك المصاب في الغرفة. وتبدأ النوبة بشهيق عميق وبطيء يتبعه زفير بطيء يظهر معه صوت حاد ومزعج يشبه الأنين وتنتهي الحالة أحيانا بنخير. ولا يدرك المصاب أنه يصدر هذا الصوت وإنما يخبره بذلك الآخرون. ويمكن أن تحدث هذه الحالة في أي مرحلة من مراحل النوم ولكنها عادة تحدث خلال مرحلة الأحلام (حركة العينين السريعة REM sleep). ومن المعلوم أن مرحلة الأحلام تزداد في آخر ساعتين من النوم لذلك يزداد ظهور الأعراض في آخر النوم. والنوبة الواحدة من الأنين تستمر من ثوان إلى اقل من الدقيقة بقليل (50 ثانية) ويتبعها في العادة استيقاظ في المخ يظهر في تخطيط المخ الكهربي. ويختلف هذا الصوت عن الشخير حيث أن الشخير يظهر خلال الشهيق في حين أن الأنين يظهر خلال الزفير
يبدأ ظهور هذا الاضطراب في العادة في سن المراهقة وبداية سنوات البلوغ ويستمر مع المصاب بعد ذلك. وهو اضطراب نادر حيث أن هناك 30 حالة فقط منشورة في المجلات العلمية ولدينا في مركز اضطرابات النوم بجامعة الملك سعود ثلاث حالات. وفي العادة لا يشكو المصاب من أي أعراض خلال النوم ولكن من ينام مع المصاب في نفس الغرفة يشكو من صوت حاد مزعج قد يؤثر على نومه. وفي بعض الحالات قد يكون لدى المصاب اضطرابات أخرى في النوم ولكن في العادة يكون نوم المصاب طبيعيا عند التخطيط باستثناء حدوث حالات الأنين. وتم وصف أول حالة عام 1983 ميلادية
للأسف لا يوجد علاج فعال حتى الآن لهذه المشكلة. ولكن في حال وجود اضطرابات أخرى خلال النوم مثل اضطرابات التنفس فإن علاج الاضطراب المصاحب قد يخفف من المشكلة. وفي بعض التقارير استخدم الباحثون جهاز التنفس عن طريق ضغط الهواء الموجب السيباب خلال النوم لعلاج هذه الاضطراب بنجاح ولكن باحثين آخرين لم ينجح معهم هذه العلاج. وقد جربنا جهاز السيباب على المرضى المصابين بأنين النوم ولم يجد معهم نفعا. كذلك جربنا بعض الأقنعة التي تفتح الفم خلال النوم ولكن بدون جدوى. وينصح الذين يشاركون المصابين في غرفة النوم باستخدام سدادات الأذن للتقليل من حدة الصوت